وأشار إبراهيم الغيطاني، رئيس برنامج دراسات الطاقة، إلى أن أسواق الطاقة الأوروبية تواجه حالة من عدم اليقين مع اقتراب وقف عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا بحلول ديسمبر 2024. ويأتي ذلك بعد قرار أوكرانيا بعدم تجديد اتفاقية عبور الغاز. وأشار إلى أن هذا قد يؤثر بشكل كبير على إمدادات الغاز إلى أوروبا الوسطى والشرقية، خاصة خلال أشهر الشتاء.
وقد اعتمدت دول الاتحاد الأوروبي تدابير بديلة لسد هذه الفجوة، مثل استيراد الغاز الطبيعي المسال من دول أخرى والاستثمار في البنية التحتية الجديدة. وأكد الغيطاني أن حساسية سوق الغاز الأوروبي لمخاطر انقطاع تدفقات الغاز الروسي عبر أوكرانيا تراجعت مقارنة بالعامين الأولين من الحرب الأوكرانية.
نظرة عامة على المادة:
وتتوقع أسواق الطاقة العالمية التوقف المحتمل لآخر اتصال رئيسي بين شبكات الغاز الروسية والأوروبية بحلول ديسمبر/كانون الأول 2024. وأعلنت أوكرانيا رسميا في 7 أكتوبر/تشرين الأول أنها لن تمدد اتفاقية نقل الغاز مع موسكو، والتي تنتهي في 31 ديسمبر/كانون الأول من هذا العام.
ومن الممكن أن يؤدي توقف هذا الطريق إلى حالة من عدم اليقين المؤقت في سوق الغاز الأوروبية، خاصة مع اقتراب الطلب المرتفع من فصل الشتاء. ومع ذلك، من المتوقع أن تكون تقلبات الأسعار أقل حدة من تلك التي أعقبت توقف خطوط أنابيب يامال ونورد ستريم-1 في السنوات الأخيرة.
وقد اتخذت الدول الأوروبية ترتيبات تعويضية عن خسارة إمدادات الغاز الروسية، بما في ذلك زيادة واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فضلاً عن دراسات الجدوى لتدفقات الغاز المحتملة من أذربيجان.
القرارات الرئيسية:
يعكس القرار الرسمي الذي اتخذته أوكرانيا بإنهاء اتفاقية نقل الغاز استراتيجيتها الأوسع لتقليل الاعتماد الاقتصادي على موسكو وسط الصراع المستمر. ومن المرجح أن تواجه روسيا خسائر كبيرة في الإيرادات، تقدر بما يتراوح بين 4 مليارات دولار إلى 4.5 مليار دولار سنويا.
الفائزون والخاسرون:
وبينما تجد الدول الأوروبية بدائل مناسبة للغاز الروسي، حذرت وكالة الطاقة الدولية من حالة عدم اليقين الحاسمة بالنسبة لأوروبا الوسطى والشرقية خلال أوقات ذروة الطلب في فصل الشتاء. وتشمل المخاوف التوازن الهش في سوق الغاز الأوروبي والذي قد يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في الأسعار.
الخيارات البديلة:
تواصل بلدان أوروبا الوسطى والشرقية استكشاف طرق إمداد جديدة، بما في ذلك واردات الغاز الطبيعي المسال الإضافية والاستفادة من اتصالات شبكات الغاز الحالية. وأعربت المجر عن اهتمامها باستقبال الغاز الروسي عبر خطوط أنابيب بديلة مثل ترك ستريم.
النمسا كدراسة حالة:
وقاومت النمسا في البداية عقوبات الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي، متذرعة بضرورات اقتصادية. ومع ذلك، أدت الضغوط المتزايدة إلى إعادة تقييم اعتمادها على الواردات الروسية، خاصة أنها تستعد لتأمين إمدادات بديلة من الدول المجاورة، وعلى رأسها النرويج وإيطاليا.
وباختصار، فإن حساسية سوق الغاز الأوروبية للمخاطر المرتبطة بوقف الغاز الروسي عبر أوكرانيا تقل بسبب تحسن بدائل العرض والبنية التحتية للشبكة. ومن الضروري التوصل إلى نهج شامل لتعزيز أمن الطاقة والحد من الاعتماد على إمدادات الغاز غير المستقرة.